بداهة أتعاطف مع ذلك الذي يشيل هم مصاريف دراسة العيال والنفقات المترتبة على انبعاج كرش الزوجة: ومن يدري فقد تكون كرشها الممتدة أمامها لمتر ونصف المتر تحوي توأما! ومن أين لي ان أقطع الشك باليقين وليس لدي المال اللازم لتصوير كرشها بالموجات الصوتية (التي صار حتى الأطباء يسمونها تلفزيون.. نعم هناك درجة من الفقر يتعذر معها الشعور بالطمأنينة التامة إزاء متطلبات الحياة.. بل في هذا الشهر الفضيل، هناك ملايين الأسر التي لا تعرف ما إذا كان ممكنا توفير طبق من الفول والبصل للإفطار غدا، بينما هناك عائلات تتعامل مع إفطار رمضان بطريقة ما يطلبه المستمعون: كل فرد في الأسرة يطلب طبقا معينا او أكثر (وقد يكتفي معظمهم عند الإفطار بحبة تمر وكوب عصير وتذهب الأطعمة المشتهاة الى القطط الضالة).. أما الذين لا أتعاطف معهم فهم من نسميهم في العامية السودانية بالمزلوعين (نقول إن فلانا عنده زلعة)، ونعني بها حالة الهلع والنهم والقلق تجاه كل ما هو مادي.. وأسوأ المزلوعين هو من يملك من المال ما هو أكثر مما يتطلبه ستر الحال والاستغناء عن السؤال.. مرة أخرى أُذكر بأنني لا اعتبر الثراء رهنا بامتلاك الملايين، وأقول إنني ولدت ثريا وعشت معظم سنوات عمري ثريا رغم أن بعض الوجبات التي كنت اتناولها في طفولتي يعافها الدجاج في أيامنا هذه.. كل حيلتي في الدنيا راتبي الشهري، ولكنه ولله الحمد يكفيني، بل استطيع تقديم يد العون لأفراد أسرتي الممتدة الذين حبا الله بعضهم بشهية جهنمية فكلما أعطيتهم صاحوا: هل من مزيد؟
ما فتح موال الغنى والقناعة مجددا، هو حكاية السيدة اليمنية التي نقلتها وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)،.. ماتت بعد ان تجاوزت العقد الثامن وورث اثنان من ابناء عمومتها ملايينها.. ومن بينها آلاف القطع الذهبية.. تركت في ما تركت 3000 ريال ماريا تيريزا الذي لم يعد متداولا حتى في بلده الأصلي النمسا منذ عام 1914م وكان مستخدما في الجزيرة العربية ومصر والسودان حتى خمسينات القرن الماضي، وملايين أخرى من عملة يمنية سحبت من التداول قبل ثلاثين سنة،.. قال الوريثان ان قريبتهما المليونيرة هذه تركت عشرات العقارات ومساحات شاسعة من الأراضي في مختلف محافظات اليمن.. ولكنها عاشت عمرها كله وهي تشكو من الفقر وبؤس الحال،.. حتى في ظل حكم أسرة حميد الدين حيث كان المليونير هو من يملك الف ريال كانت الراحلة تملك الملايين، ولكنها – غفر الله لها ولنا – كانت مزلوعة.. همها جمع وتخزين المال! لماذا؟ كلك نظر.. فهناك أناس ابتلاهم الله بحب التكويش، وكلما كوشوا ثروة ازدادوا زلعة.. لا يتسنى لهم قط الاستمتاع بما عندهم، فيكتب الله لأبناء عمومة يعرفون قيمة المال واستخداماته ان «يأكلوها والعة».
ما فتح موال الغنى والقناعة مجددا، هو حكاية السيدة اليمنية التي نقلتها وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)،.. ماتت بعد ان تجاوزت العقد الثامن وورث اثنان من ابناء عمومتها ملايينها.. ومن بينها آلاف القطع الذهبية.. تركت في ما تركت 3000 ريال ماريا تيريزا الذي لم يعد متداولا حتى في بلده الأصلي النمسا منذ عام 1914م وكان مستخدما في الجزيرة العربية ومصر والسودان حتى خمسينات القرن الماضي، وملايين أخرى من عملة يمنية سحبت من التداول قبل ثلاثين سنة،.. قال الوريثان ان قريبتهما المليونيرة هذه تركت عشرات العقارات ومساحات شاسعة من الأراضي في مختلف محافظات اليمن.. ولكنها عاشت عمرها كله وهي تشكو من الفقر وبؤس الحال،.. حتى في ظل حكم أسرة حميد الدين حيث كان المليونير هو من يملك الف ريال كانت الراحلة تملك الملايين، ولكنها – غفر الله لها ولنا – كانت مزلوعة.. همها جمع وتخزين المال! لماذا؟ كلك نظر.. فهناك أناس ابتلاهم الله بحب التكويش، وكلما كوشوا ثروة ازدادوا زلعة.. لا يتسنى لهم قط الاستمتاع بما عندهم، فيكتب الله لأبناء عمومة يعرفون قيمة المال واستخداماته ان «يأكلوها والعة».